بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة
ازيكم اليوم بجد مشتاق إليكم جدا
أنا عايزه اتكلم عن التبذيرالأفراح
المناسبات والافراح امور تجمعنا بمجتمع الاصدقاء والاقارب والمعارف ، و تضفي على قلوبنا البهجة و انشراح الصدر ، وتخرجنا من رتابة الحياة
والملل لتنقلنا الى عالم ملئ بالاشياء الجميلة .فضلا عن الشعور الجميل الذي يخالج وجدان صاحب الوليمة .
و مع التقدم والحداثة اللذان اصبحا سمة مميزة لهذا العصر ، اتجه الناس الى تطوير والابتكار في الافراح ، حتى اخذت هذه الافراح طابعا اخر ،
و اصبح معنى فرحة امرا يرتبط في الاساس بالتبذير و الاسراف .
و اذا استصحبنا ولائم الاعراس سنجد انه وفي بعض البلدان العربية اصبحت المظاهر هي الاساس ، فكل انسان يهمه ان يخرج فرحه
كاحسن صورة وان يصير حديث جميع الالسن .
هذا ما لمسته في بعض الافراح التي تقام لعائلات ربما غنية او متوسطة الحال ولكن العرس لا يعترف بهذه الحواجز
فكيفما كانت قدراتك يجب ان تكون اهلا لتحمل تكاليف العرس من طق طق للسلام عليكم .
في العرس السوداني، يقوم اولياء امر العريس بالاضافة الى اهل العريس وجيرانه وبعض معارفه ، بالذهاب لطلب يد العروس .
وفي اليوم تال تقوم النساء بزيارة اخرى لاهل العريس محملين باصناف من الحلوى والمشروبات الى بيت العروس .
متقدمين بذلك كمبادرة لطلب يد الفتاة كعربون للتعارف الاول .
و عندما تتم الخطوبة ، على العريس ان يتكفل بكامل تكاليفها و تعتمد في الاساس على مقدرة الشخص ، ولكن كشئ اساسي يحمل
العريس اضافة الى الخاتم والدبلة مجموعة من الملبوسات و ادوات التجميل من كريمات و عطور وغيره ، بالاضافة الى الحلويات والمشروبات ، وكذلك مبلغ من المال للعروس .
ثانيا : الشيلة ، و تتكون الشيلة من جملة من الاصناف تشمل الثياب ( الثوب السوداني و هو عبارة عن قطعة واحدة يلبس فوق الملابس العادية ) ، و ملبوسات للعروس بالاضافة الى الطرح ( جمع طرحة وهو خمار يوضع على الراس )
و الحقائب للعروس ، والاحذية ويجب في غالب الاحيان ان تحمل كل هذه الاشياء ذات اللون ، بالاضافة الى ادواة التجميل من كريمات وعطور ، وتكون الشيلة 8 الى 20 ( للدلالة على مضاعفة الاصناف) فشيلة 8 تعني ثمانية اشياء من كل صنف و شيلة 15 تعني 15 شئ من كل صنف وهكذا .
هذا بالاضافة الى تكاليف الكوفير ( صالون التجميل ) و المهر والذهب غير ماذكر سابقا .
ربما اذا قام اولياء العروس ببعض التكاليف ستكون محصورة فقط في تكاليف النادي .
وربما لايقام العرس في النادي لدى البعض و يترك هذا حسب الاتفاق بين اهل العريس واهل العروس .
يتفاوت الناس في تكاليف العرس على حسب مقدراتهم الا ان الاساسيات التي ذكرناها سابقا تجعل العرس امرا مكلفا للغاية وشاق.
والابعد من ذلك في بعض الافراح تسدل ستائر من التفاح والعنب و اصناف الفواكه ، ويلجا البعض الى استيراد الطعام من الخارج
و استيراد كراسي الجلوس والصفرة للوليمة من الاقطار الاجنبية ، والاكثر من ذلك ان البعض حذا حذوا اخر سعيا وراء الشهرة ولفت النظر باستيراد افيال من الهند ليسهم
ويحي ليلة زفافة به . و عندما يفكر الشباب في الزواج في ظل هذه الظروف والمتطلبات يجدون انفسهم عاجزين عن الايفاء بها
حتى وان رضيت بان يكون عرسك مبسطا دون اسراف ستجد الف معارض ومعارضة من داخل اسرتك .
ربما يكون هذا الوضع في بعض اجزاء السودان وخاصة في العاصمة الخرطوم ، قد تختلف الشكليات ولكن قد نجد امثلة مماثلة للتبذير في الكثير من اقطار العالم
هل اصبحنا بتعا للغرب ؟ هل نسينا احاديث الرسول والايات الشريفة التي تدعوا الى عدم الاسراف والتبذير .
قوله الله تعالي
( ءَاتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْونَ الشَّيـطِينِ وَكَانَ الشَّيْطـنُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَآءَ رَحْمَة مِّن رَبِّكَ ترْجُوها فَقُل لَّهُمْ قَولا مَّيْسُوراً) وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرَا بَصيِراً)
.كل هذا يضع تساؤلا يجب الاجابة عليه هل يمكن ان يكون الفرح ناقصا اذا كان الفرح مبسطا ودون تبذير ؟
